الثلاثاء، 14 أبريل 2009

جريدة الرياض
د. محمد عبدالله الخازم
نقطة ضوء
ضوء على تجربة جامعة الملك خالد

احتفلت جامعة الملك خالد بمنطقة عسير مؤخراً بتوقيع عقد مشروع منطقتها الأكاديمية بمبلغ يناهز 2.4مليار ريال وهو مشروع مكمل لمابدأته الجامعة من مشاريع تجهيز البنية التحتية وماسيتلوه من مشاريع أخرى تكمل بقية مراحل إنشاءات الجامعة لتكتمل منظومة المشاريع تلك خلال خمس سنوات حسب ماصرح به مسؤولو الجامعة. الاحتفال بتوقيع المشروع يتجاوز مجرد كونه مشروعاً ذا تكلفة عالية، أو لكونها الجامعة الأولى التي ستمتلك مقراً أكاديمياً متميزاً، بل لكون جامعة الملك خالد تمثل نموذجاً لما يمكن أن تحدثه الجامعة بمنطقتها، وقصة تدرج بناء جامعة على مدى عشر سنوات، تقريباً.
قصة استكمال بناء مشاريع الجامعة وكما أشار معالي مديرها تعني تكملة الضلع الرابع في منطقة أبها الحضرية، بمدينة ستستوعب 110آلاف نسمة. التكوين ليس في الإنشاء العمراني كما أراه، بل في التنمية التعليمية والحضرية للمنطقة وماجاورها، فقد استوعبت هذه الجامعة عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات وكونت بيئة تعليم جامعي متميز ضمن كوكبة جامعاتنا المتعددة. خلال عشر سنوات عملت الجامعة وخططت مشاريعها بترو ووضعتها ضمن منافسات عالمية شاركت بها 130شركة عالمية من بلدان مختلفة ووصلت إلى اتفاقها مع شركة صينية ضخمة ومعروفة في مجال التشييد والبناء. لقد بدأنا نشتكي من انحصار المنافسات المعمارية الضخمة بالمملكة بين شركتين أو ثلاث محلية، فأتت جامعة الملك خالد لتفتح صفحة في استقطاب شركات البناء العالمية لدخول سوق البناء السعودي، بالذات في قطاعه الحكومي. البعض يرى أن الجامعة تأخرت في مشاريعها، لكن حداثة الجامعة وانشغالها بهموم أكاديمية وتنظيمية، إضافة إلى الظروف الاقتصادية المحيطة خلال العقد الماضي، يجعلنا نقدر المنجز ونحيي القائمين عليه.
يلحظ تركيزي على العشر سنوات، لأنني أريد بعث رسالة إلى الجامعات الجديدة للتعلم من تجربة جامعة الملك خالد خلال السنوات الماضية، كيف تغلبت على ظروف قيامها الصعبة البادئة بضم كليات من نظامين إداريين مختلفين وبإعادة هيكلة برامجها الأكاديمية وبالاندماج في مجتمعها وما يحتمه ذلك من صعوبات اجتماعية وثقافية. الجامعات الجديدة فرصها أفضل بكثير من بدايات جامعة الملك خالد، حيث حظيت الجامعات الجديدة بإشراف وزارة التعليم العالي مباشرة على تأسيس مقراتها الأكاديمية التي بدأ تشييدها مع أولى لحظات ولادتها، كما حظيت بتوفر موارد مالية كبيرة، ومرونة تنظيمية أكبر مما كان يحدث قبل خمس أو عشر سنوات...
أهنئ جامعة الملك خالد ومنسوبيها وأذكّرهم بأننا لا زلنا ننتظر المزيد من التميز الأكاديمي، والتهنئة تمتد لأهالي عسير وأميريها الكريمين خالد الفيصل وفيصل بن خالد...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق